الجوع يفتك بأهالي مدينة الفلوجة بفعل الحصار



بات الموت أمرا شبه معتاد على مدينة الفلوجة العراقية بعد أن عجز أهلها عن تحمل الجوع وبدأوا يتساقطون أمامه واحدا تلو الآخر.
للوهلة الأولى، يجهل الكثير معنى كلمة “الفلوجة” فهي لم تأخذ هذا الاسم عن عبث، ولكن لما بداخلها من خير ووفرة بالمياه، ففي اللغة هي الأرض الصالحة للزراعة حيث تتفلج تربتها حين يمسها ماء السماء عن خيرات الأرض.


عرفت الفلوجة بمدينة المساجد لكثرة المساجد، ومنها الجامع الكبير المؤسس عام 1899م، وجامع الخلفاء وجامع أبي بكر الصديق وجامع عمر بن الخطاب وجامع عثمان بن عفان وجامع علي بن أبي طالب، وجوامع أخرى كثيرة.


واستنادا إلى تقارير القوات الأمريكية، فإن أكثر من نصف البيوت في الفلوجة التي يقدر عددها بنحو 11,000 منزل من 7,000 منزل قد تعرضت لأضرار واستنادا إلى تقارير من شبكة إن بي سي (NBC) الأخبارية، فإن 3000 منزل قد دمرت، وقد قامت القوات الأمريكية بتعويض 2,500 طلب تعويض عن الأضرار فقط.


ووصل عدد ضحايا الحصار المفروض على مدينة الفلوجة منذ سنتين إلى نحو 4 آلاف قتيل و6 آلاف جريح، قضوا نتيجة القصف والمجاعة والنقص الحاد في الأدوية، معظمهم من الأطفال والنساء ورجال كبار، حسبما ذكرت هيئات إغاثية محلية.


وأدت المجاعة التي يعانيها السكان إلى إصابة كثير من الأطفال بأمراض كثيرة وخطيرة، ولم يتسن إسعافهم بسبب عدم وجود مواد طبية لمعالجة تلك الحالات.


وفي السياق ذاته،أشار مجلس محافظة الأنبار، الثلاثاء، إلى أن الوضع الإنساني لأهالي الفلوجة المحاصرين متردٍّ جدا بسبب نفاد الغذاء والدواء بالمدينة، داعيا رئيس الوزراء، حيدر العبادي، للإسراع بتحرير الفلوجة لأول فتح ممرات لإدخال مساعدات للمدنيين فيها.


وبين المجلس،في بيان نشرته وكالة الأنبار نيوز، المعنية بالشأن الأنباري، أن “الوضع الإنساني لأهالي الفلوجة مترد جدا وإن الحياة أصبحت صعبة للغاية في المدينة. كما بدا على المدنيين خاصة من النساء والكبار بالسن حالات الإغماء. وقد فارق قسم منهم الحياة، وأقدم البعض على الانتحار بسبب نفاد الغذاء والدواء وعدم وجود متطلبات العيش في المدينة”.


وأكد أن “داعش يقوم بمجازر وإبادة جماعية للمدنيين في الفلوجة من خلال فرض الإقامة الجبرية عليهم ومنع خروجهم من المدينة واستخدامهم دروعا بشرية وقتل جميع المدنيين والأسر التي تحاول الخروج من الفلوجة أو الفرار من ظلمهم”.


ودعا المجلس في بيانه العبادي إلى “الإسراع بتحرير مدينة الفلوجة واستعادة السيطرة عليها، وفي حال تأخر تحريرها ندعوه لفتح ممرات لإدخال مساعدات إنسانية وإغاثية للمدنيين والمحاصرين فيها تجنبا لحدوث وفيات بسبب الجوع”.




يذكر أن مدينة الفلوجة تخضع لسيطرة تنظيم “داعش” منذ نهاية 2014، فيما يستخدم التنظيم أهالي المدينة دروعا بشرية ويمنع خروجهم منها.


وتأكيدًا لذلك،قال مفتي الديار العراقية رافع الرفاعي،في حسابه على “فيسبوك”، إن “الأيام القليلة الماضية سجلت حالات انتحار في مناطق مختلفة من مدينة الفلوجة”،مشيرا إلى أن “أما وطفليها انتحروا بعد أن قامت الأم برمي أطفالها في نهر الفرات ولحقت بهم هي الأخرى بسبب الجوع ومقتل زوجها على يد تنظيم داعش”.


وأقدم رجل من أهالي ناحية الصقلاوية شمال الفلوجة بالانتحار هو وعائلته بعدما تناولوا مادة سم الفئران، وذلك بسبب الجوع ومنعهم من قبل تنظيم داعش من مغادرة المدينة.

المصدر - صحيفة الوئام
شارك: